الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الكلمة الكاملة للأستاذة راضية النصراوي بمناسبة تعليقها لإضراب الجوع

نشر في  24 أوت 2017  (13:52)

الكلمة الكاملة للأستاذة راضية النصراوي بمناسبة تعليقها لإضراب الجوع (42 يوم) والتي ألقتها صباح يوم الخميس 24 أوت بمقر نقابة الصحافيين:

"شكرا لكم

ماضون معا إلى الأمام

أخواتي، إخواني،

شكرا لكم جميعا، إعلاميات وإعلاميين، ومناضلات ومناضلين من الجمعيات والمنظمات والأحزاب الوطنية والكتل البرلمانية. شكرا بناتَ وأبناء وطني في الهجرة، شكرا لكم أيها الأحرار من مختلف أنحاء العالم.

شكرا لكم على تفهّمكم وعلى دعمكم ومؤازرتكم. لقد كنتم خلال الخمسة وأربعين يوما من إضرابي عن الطعام سندي وصوتي. لقد اضطررت اضطرارا وأنا في هذه السن إلى الإضراب عن الطعام لأدافع عن حقّي وحقّ عائلتي بل حقّ كل مواطنة ومواطن في الأمن والحياة، خاصة حين يكون التهديد معلوما ومباشرا ومعترفا به من السلطات الرسمية.

ومن خلال هذا الإضراب أردت الدفاع عن مفهوم للدولة أيضا، الدولة المدنية والديمقراطية، العصرية والتقدمية، لا دولة العائلة أو الحزب أو العشيرة أو دولة الغنيمة التي انتهى عصرها.

لقد طرحت على مسؤولي الدولة سؤالا بسيطا وواضحا حول حجم المخاطر الأمنية التي تهدّد زوجي وعائلتي، وطلبت جوابا، لكنهم صمتوا عن الجواب، وروجوا الإشاعات والأكاذيب عبر أبواقهم وهو ما كشف لي وللرأي العام أن القرار الذي اتخذوه برفع منظومة الحماية الكاملة عن حمه الهمامي هو قرار سياسي وأن المستهدف من خلاله هو الجبهة الشعبية التي فقدت مؤسسين من مؤسسيها وزعيمين من زعاماتها، وهو كل الحركة الديمقراطية والتقدمية أيضا.

إن التحالف الحاكم ينزع أكثر فأكثر نحو الاستبداد وهو يهدد كل مكتسبات ثورتنا وفي مقدمتها الحرية التي افتكّها شعبنا بدمه. وعلينا جميعا أن نتحمّل مسؤوليتنا وألا نترك لهم المجال لكي يعودوا بنا إلى الوراء.

فكفى شعبَنا قمعا واضطهادا واستغلالا وفقرا وفسادا وجهلا ومرضا. وكفى شعبنا تضحيات. إن أبواب النهوض والتقدم مشرّعة أمام وطننا العزيز، ولكنّ قوى الردة تقوم حاجزا دون ذلك.

أيتها الأخوات، أيها الإخوة، لقد طلبتم مني التوقف عن الإضراب عن الطعام حرصا منكم على صحتي ولاقتناعكم بأن الرسالة من هذا الإضراب قد وصلت إلى الرأي العام الوطني والدولي.

وبما أنني وجدت فيكم سندي وصوتي طوال هذه المدة وبما أنني أثق باستعدادكم لمواصلة هذه المعركة معي بأشكال أخرى وفي إطار أوسع وبمضامين أشمل، فإنني أعلن في حضرتكم وقف إضرابي عن الطعام.

أجدّد لكم الشكر مرة أخرى. وأتوجه بشكر خاص إلى النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين التي آوت هذه الندوة الصحفية دون تردد. وإلى الأطباء والدكاترة والممرضين الذين رعوا صحتي، وإلى كافة وسائل الإعلام التي تابعت إضرابي عن الطعام وخاصة قناتي نسمة والميادين.

ولا يمكنني أن أنسى الشابات والشبان الذين كرسوا جهدهم للإعلام والمتابعة عبر الشبكة الاجتماعية وتحملوا من أجل حرّ الصيف. وأخيرا أشكر عائلتي وبناتي على صبرهم. وأشكر حمه الهمامي الذي احترم إرادتي، رغم أنه لم يشجعني على الإضراب عن الطعام في هذه السن وفي هذا الظرف".